الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.قال نظام الدين النيسابوري في الآيات السابقة: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60)}.التفسير: هذه قصة أوردها الله تعالى لتعين على المقاصد السابقة مع كونها مستقلة في الإفادة، أما نفعها في قصة أصحاب الكهف فهو أن اليهود قالوا: إن أخبركم محمد عنها فهو نبي وإلا فلا، فذكر الله تعالى قصة موسى والخضر تنبيهًا على أن النبي لا يلزم أن يكون عالمًا بجميع القصص والأخبار. وأما نفعها في الرد على كفار قريش حين افتخروا على فقراء المسلمين بكثرة الأموال والأنصار، فهو أن موسى عليه السلام مع كثرة علمه وعلو منصبه واستجمام موجبات الشرف التام في حقه ذهب إلى الخضر وتواضع له لأجل طلب العلم فدل ذلك على أن التواضع خير من التكبر. وأكثر العلماء على أن موسى المذكور في الآية هو موسى بن عمران صاحب التوارة والمعجزات.وعن سعيد بن جبير أنه قال لابن عباس: إن نوفًا ابن امرأة كعب يزعم أن الخضر ليس بصاحب موسى بن عمران وإنما هو صاحب موسى بن ميشا بن يعقوب وهو قد كان نبيًا قبل موسى بن عمران. فقال ابن عباس: كذب عدو الله. واحتج الأكثرون على صحة قولهم بأن موسى حيث أطلق في القرآن أريد به موسى بن عمران، فلو كان المراد هاهنا شخصًا آخر لوجب تعريفه بحيث يتميز عن المشهور. حجة الأقلين- وإليه ذهب جمهور اليهود- أن موسى بن عمران بعد أن خصه الله تعالى بالمعجزات الظاهرة التي لم يتفق لمن قبله مثلها، يبعد أن يؤمر بالتعلم والاستفادة. وأجيب بأن العالم الكامل في أكثر العلوم قد يجهل بعض المسائل فيحتاج في تعلمها إلى من يختص بعلمها. أما فتى موسى فالأكثر على أنه يوشع بن نون، ويروى هذا القول عن سعد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل: هو أخو يوشع وكان مصاحبًا لموسى في السفر.وعن الحسن: إنه أراد عبده ويؤيده ما روي أنه صلى الله عليه وسلم قال: «ليقل أحدكم فتاي وفتاتي ولا يقل عبدي وأمتي» قال أهل السير: إن موسى لما ظهر على مصر مع نبي إسرائيل واستقروا بها بعد هلاك القبط، أمره الله أن يذكر قومه النعمة فقام فيهم خطيبًا فذكر نعمة الله فقال: إنه اصطفى نبيكم وكلمه فقالوا له: قد علمنا هذا فأيّ الناس أعلم؟ قال: أنا. فعتب الله حين لم يردّ العلم إلى الله، فأوحى الله إليه بل أعلم منك عبد لي بمجمع البحرين وهو الخضر، وكان الخضر عليه السلام في أيام أفريدون قبل موسى عليه السلام وكان على مقدمة ذي القرنين الأكبر.وبقي إلى أيام موسى.ويروى أن موسى سأل ربه أيّ عبادك أحب إليك؟ قال: الذي يذكرني ولا ينساني. قال: فأيّ عبادك أقضى؟ قال: الذي يقضي بالحق ولا يتبع الهوى. قال: فأي عبادك أعلم؟ الذي يبتغي علم الناس إلى علمه عسى أن يصيب كلمة تدله على الهوى أو تردّه عن ردى. فقال: إن كان في عبادك من هو أعلم منى فادللني عليه. قال: أعلم منك الخضر. قال: فأين أطلبه؟ قال: على الساحل عند الصخرة. قال: يا رب كيف لي به؟ قال: تأخذ حوتًا في مكتل فحيث فقدته فهو هناك. فقال لفتاه: إذا فقدت الحوت فأخبرني، فذهبا يمشيان فرقد موسى عليه السلام فاضطرب الحوت ووقع في البحر، فلما جاء وقت الغداء طلب موسى الحوت فأخبره فتاه بوقوعه في البحر فأتيا الصخرة فإذا رجل مسجى بثوبه فسلم عليه موسى عليه السلام فقال: وأنى بأرضنا السلام فعرفه نفسه فقال: يا موسى أنا على علم علمنيه الله لا تعلمه أنت، وأنت على علم علمكه الله لا أعلمه أنا. فلما ركبا السفينة جاء عصفور فوقع في حرفها فنقر في الماء فقال الخضر: ما ينقص علمي وعلمك من علم الله مقدار ما أخذ هذا العصفور من البحر. قلت: وهذا صحيح لأن علم الإنسان متناه وعلم الله غير متناه، ولا نسبة للمتناهي إلى غير المتناهي أصلًا.ولنرجع إلى التفسير قال الزجاج وتبعه جار الله: {لا أبرح} بمعنى لا أزال، وقد حذف الخبر لدلالة حال السفر عليه ولأن قوله: {حتى أبلغ} غاية مضروبة فلابد لها من ذي غاية. فالمعنى لا أزال أسير إلى أن أبلغ، وجوز أن يكون المعنى لا أبرح سيري حتى أبلغ على أن {حتى أبلغ} هو الخبر، وحذف المضاف وهو السير وأقيم المضاف إليه- وهو ياء المتكلم- مقامه فانقلب الفعل من لفظ الغائب إلى لفظ المتكلم وجوز أيضًا أن يكون لا أبرح، بمعنى لا أزول من برح المكان، والمعنى لا أبرح ما أنا عليه أي لا أترك المسير والطلب حتى أبلغ {مجمع البحرين} يعني ملتقى بحري فارس والروم وقد شرحنا وضع البحار في سورة البقرة في تفسير قوله: {الفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس} [الآية: 164]. وقيل: أراد طنجة، وقيل أفريقية. ومن غرائب التفسير أن البحرين موسى والخضر لأنهما بحر العلم، وهذا مغ غرابته مستبشع جدًا لأن البحرين إذا كان هو موسى عليه السلام فكيف يصح أن يقول: {حتى أبلغ مجمع البحرين} إذ يؤل حاصل المعنى إلى قولنا حتى أبلغ مكانًا يجتمع فيه بحران من العلم أحدهما أنا {أو أمضي حقبًا} أسير زمانًا طويلًا. قال جار الله: الحقب بالضم ثمانون سنة. ويقال: أكثر من ذلك. وقيل: إنه تعالى أعلم موسى حال هذا العالم وما أعلمه بعينه فقال موسى: لا أزال أمضي حتى يجتمع البحران فيصيرا بحرًا واحدًا أو أمضي دهرًا طويلًا حتى أجد هذا العالم، وهذا إخبار من موسى عليه السلام بأنه وطن تحمل التعب الشديد إلى أن يلقاه، وفيه تنبيه على شرف العلم وأن طلب العلم يحق له أن يسافر، ويتحمل المتاعب في الطلب من غير ملال وكلال.{فلما بلغا مجمع بينهما} قال جمهور المفسرين: الضمير للبحرين أي تحقق ما موسى وبلغ المكان الذي وعد فيه لقاء الخضر. ولابد للبين من فائدة، ولعل المراد حيث يكاد يلتقي وسط ما امتد من البحرين طولًا. والإضافة بمعنى في أي مجمعًا في وسط البحرين فيكون كالتفصيل لمجمع البحرين، والبيان والإيضاح بكلام علام الغيوب تعالى أولى منه بكلام موسى، أو البين بمعنى الافتراق أي البحران المفترقان يجتمعان هناك. ويحتمل على هذا أن يعود الضمير إلى موسى والخضر أي وصلا إلى الموضع الذي وعد اجتماع شملهما هناك، أو البين بمعنى الوصل لأنه من الأضداد فيفيد مزيد التأكيد كقولهم جد جده. وهذه الوجوه مما لم أجدها في التفاسير، فإن كان صوابًا فمن الله وإلا فمني ومن الشيطان {نسيا حوتهما} لأنه تعالى جعل انقلاب الحوت حيًا علامة على مسكن الخضر قيل: إن الفتى كان يغسل السمكة لأنها كانت مملوحة فطفرت وسارت. وقيل: إن يوشع توضأ في ذلك المكان فانتضح الماء على الحوت المالح فعاش ووثب إلى الماء. وقيل: انفجرت هناك عين من الجنة ووصلت قطرات من تلك العين إلى السمكة فحييت وطفرت إلى البحر. ونسيان الحوت للذهول عن الاستدلال بهذه الحالة المخصوصة على الوصول إلى المطلوب، والسبب في هذا الذهول مع أن هذه الحالة كانت أمارة لهما على الطلبة التي تناهضا من أجلها، هو أن يوشع كان قد تعود مشاهدة المعجزات الباهرة فلم يبق لحياة السمكة ولقيام الماء وانتصابه مثل الطاق ونفوذها في مثل السرب منه وقع عنده.وقيل: إن موسى عليه السلام لما استعظم علم نفسه أزال الله عن قلب صاحبه هذا العلم الذي يشبه الضروري تنبيهًا لموسى عليه السلام، على أن العلم لا يحصل إلا بتعليم الله وحفظه على قلوب عباده. وانتصاب قوله: {سربًا} على أنه مفعول ثانٍ لاتخذ أي اتخذ سبيله سبيلًا سريًا وهو بيت في الأرض، وذلك أن الله تعالى أمسك إجراء الماء عن الحوت وجعله كالكوة حتى سرى الحوت فيه معجزة لموسى عليه السلام وللخضر. وقيل: السرب هو الذهاب والتقدير سرب في البحر سربًا إلا أنه أقيم قوله: {واتخذ سبيله} مقام سرب {فلما جاوزا} أي موسى وفتاه الموعد المعين وهو الصخرة {قال موسى لفتاه آتنا غداءنا} وهو ما يؤكل بالغداة {لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا} تعبًا وجوعًا.قال المفسرون: قوله: {من سفرنا هذا} إشارة إلى سيرهما وراء الصخرة ولم ينصب ولا جاع قبل ذلك. قال الفتى متعجبًا {أرأيت} ومفعوله محذوف لدلالة قوله: {فإني نسيت الحوت} عليه كأنه قال: أرأيت ما دهاني ووقع لي. {إذ أوينا إلى الصخرة} قيل: هي الصخرة التي دون نهر الزيت {فإني نسيت الحوت} عليها ثم ذكر ما يجري مجرى السبب في وقوع ذلك النسيان فقال: {وما أنسانيه إلا الشيطان} و{أن أذكره} بدل الاشتمال من الهاء {في أنسانيه} أي وما أنساني ذكره قال الكعبي: لو كان النسيان بخلق الله وإرادته لكان إسناد ذلك إلى الله تعالى أولى من إسناده إلى الشيطان إذ ليس له في وجوده سعي ولا أثر. قال القاضي: المراد بإنساء الشيطان أن يشتغل قلب الإنسان بوساوسه التي هي من فعله دون النسيان الذي يضاد الذكر، لأن ذلك لا يصلح أن يكون إلا من قبل الله تعالى.قال أهل البرهان: لما كان اتخاذ الحوت سبيله في البحر عقيب النسيان ذكر أوّلًا فاتخذ بالفاء، ولما حيل بينهما ثانيًا بجملة معترضة هي قوله: {وما أنسانيه} زال معنى التعقيب وبقي العطف المجرد فقال: {واتخذ سبيله} بالواو. وانتصاب {عجبًا} كما مر في {سربًا}. قال صلى الله عليه وسلم: «كان للحوت سربًا ولموسى وفتاه عجبًا» {قال} موسى {ذلك} يعني اتخاذ الحوت السبيل في البحر {ما كان ينبغي} أي إنه الذي كنا نطلبه لأنه أمارة الظفر بالمطلوب {فارتدا على آثارهما} فرجعا على طريقهما المسلوك {قصصًا} مصدر لأنه بمعنى الارتداد على الأثر يتبعان آثارهما اتباعًا، أو هو مصدر في موضع الحال أي رجعا على الطريق الذي جاءا منه مقتصين {فوجدا عبدًا من عبادنا} الأكثرون على أن ذك العبد كان نبيًا لأنه تعالى وصفه بقوله: {آتيناه رحمة من عندنا} والرحمة هي الوحي والنبوّة بدليل قوله: {أهم يقسمون رحمة ربك} [الزخرف: 32] وقوله: {وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك} [القصص: 86] ومنع أن كل رحمة نبوة قالوا: وصفه بقوله: {وعلمناه من لدنا علمًا} والعلم المختص به تعالى هو الوحي والإخبار بالغيوب. وأيضًا آخر القصة {وما فعلته عن أمري} أي عرفته وفعلته بأمر الله وذلك مستلزم للوحي. وروي أن موسى عليه السلام لما وصل إليه قال: السلام عليك. فقال: وعليك السلام يا نبي بني إسرائيل. فقال: من عرّفك هذا؟ قال: الذي بعثك إلي. والصوفية سموا العلوم الحاصلة بطريق المكاشفات العلوم اللدنية. والتحقيق فيه إذا ضعفت القوى الحسية والخيالية بواسطة الرياضة قويت القوة العقلية وأشرقت الأنوار الإلهية على جواهر العقل، ويفيض عليه من عالم الأرواح أنوار يستعد بسببها لملاحظة أسرار الملكوت ومطالعة عالم اللاهوت. والأكثرون أيضًا على أن ذلك العبد هو الخضر سمي بذلك لأنه كان لا يقف موقفًا إلا اخضر ذلك الموقف.وقال الجبائي: روي أن الخضر إنما بعث بعد موسى عليه السلام من بني إسرائيل. فإن صحت الرواية لم يكن ذلك العبد هو الخضر لأنه بعث بعده، وبتقدير كونه معاصرًا له فإنه أظهر الترفع على موسى حين قال: {وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرًا} وأن موسى أظهر التواضع له حين قال: {ولا أعصي لك أمرًا} مع أنه كان مبعوثًا إلى كافة بني إسرائيل، والأمة لا تكون أعلى حالا من النبي. وإن لم تكن الرواية صحيحة بأن الخضر لا يكون من بني إسرائيل لم يجز أن يكون الخضر أفضل من موسى عليه السلام لأنه تعالى قال لبني إسرائيل {وأني فضلتكم على العالمين} [البقرة: 47] وأجيب بأنه يجوز أن يكون غير النبي فوق النبي في علوم لا تتوقف نبوته عليها.قال العلماء: إن موسى راعى مع الخضر في قوله: {هل أتبعك} أنواعًا من الأدب منها: أنه جعل نفسه تبعًا له مطلقًا، وفيه أن المتعلم يجب عليه الخدمة وتسليم النفس والإتيان بمثل أفعال الأستاذ وأقواله على جهة التبعية لا الاستقلال، فإن المتابعة هي الإتيان بمثل فعل الغير لأجل كونه فعلًا لذلك الغير، ولهذا لسنا متبعين لليهود في قولنا: لا إله إلا الله. لأنا نقول كلمة التوحيد لأجل أنهم قالوها بل لقيام الدليل على قولها، ولكنا متابعون في الصلوات الخمس للنبي صلى الله عليه وسلم لأنا نأتي بها لأجل أنه أتى بها. ومنها أنه استأذن في إثبات هذه التبعية. ومنها أنه قال: {على أن تعلمني مما علمت} وفيه إقرار على أستاذه بالعلم، وفيه أنه لم يطلب منه إلا بعض علمه ولم يطلب. منه أن يجعله مساويًا له في العلم كما يطلب الفقير من الغني أن يدفع إليه جزءًا من أجزاء ماله لأكله، وفيه اعتراف بأن ذلك العلم علمه الله تعالى وإلا سمي فاعله، وفيه إشعار بأن إنعامه عليه في هذا التعليم شبيه بإنعام الله عليه فيه ومن هنا قيل: أن عبد من علمني حرفًا. ومنها أن الخضر عرف أنه نبي صاحب المعجزات المشهورة، ثم إنه مع هذه المناصب العلية والمراتب السنية لم يطلب منه المال والجاه وإنما طلب التعليم فقال: {على أن تعلمني} فدل ذلك على أنه لا كمال فوق كمال العلم، وأنه لا يحسن صرف الهمة إلا إلى تحصيله. وفيه أن كل من كانت إحاطته بالعلوم أكثر كان علمه بما فيها من البهجة والسعادة أكثر، فكان حرصه على زيادتها أوفر. ومنها أنه قال: {رشدًا} وهو يصلح أن يكون مفعولًا لـ: {تعلمني} و{علمت} أي علمًا ذا رشد أرشد به في ديني، وفيه تعظيم لما سيعلمه فإن الإرشاد هو الأمر الذي لو لم يحصل حصل الضلال.ثم إنه تعالى حكى عن الخضر أنه قال: {لن تستطيع معي صبرًا} نفى استطاعة الصبر معه على وجه التأكيد لعلمه بأنه يتولى أمورًا هي في الظاهر منكرة، والرجل الصالح لاسيما النبي الذي يحكم بظواهر الأمور شرعًا قلما يتمالك أن يصبر عليها. و{خبرًا} تمييز أي لم يحط به. خبرك، أو هو مصدر لكونه في معنى الإحاطة. استدلت الأشاعرة بالآية على أن الاستطاعة لا تحصل فيه الفعل وإلا لكانت الاستطاعة عل الصبر حاصلة قبل الصبر، فيكون قول الخضر بنفي الاستطاعة كذبًا. وكذا قوله: {وكيف تصبر} لأنه استفهام في معنى الإنكار أي لا تصبر ألبتة. أجاب الجبائي بأنه أراد بنفي الاستطاعة أن يثقل عليه الصبر لا أنه لا يستطيعه. يقال في العرف: إن فلانًا لا يستطيع أن يرى فلانًا وأن يجالسه إذا كان يثقل عليه ذلك ولهذا {قال} له موسى {ستجدني إن شاء الله صابرًا ولا أعصى} أي ستجدني غير عاص {لك أمرًا} ويجوز أن يكون قوله: {ولا أعصي} جملة مستأنفة معطوفة على مثلها أي ستجدني ولا أعصي. قال أهل السنة. في قوله: {إن شاء الله} بطريق الشك والصبر مأمور به دليل على أنه تعالى قد لا يريد من العبد ما أوجبه عليه. قالت المعتزلة. إنما ذكره بطريق الأدب. وأجيب بأن هذا الأدب إن صح معناه فقد ثبت المطلوب، وإن فسد فأيّ أدب في ذكر الكلام الباطل.
|